• اخر الاخبار

    Saturday, January 16, 2016

    مصر- تصحيح مسار

    كتب : شريف المصرى

    مصر دولة عريقة فهى مركز الحضارة وحجر الزاوية للسلام و الاستقرار و التغيير فى الشرق الأوسط .. و فى 25 يناير 2011 ابدى الملايين من الشعب المصرى رغبتهم فى التغيير و خرجوا يطالبون بالكرامة و الحرية الفردية و السياسية و التنمية الاقتصادية بعد عقود من القمع و الفساد و النهب .. و كعادة هذه النوعية من المطالب فانها لا تتحقق بسرعة و لا بسهولة انما تتم بعد الاستقرار السياسى و الاجتماعى الذى لا يمكن ان يكتمل الا من خلال مجموعة من المبادىء اهمها نبذ العنف و احترام حقوق الانسان و البدأ فى اقرار اسس دولة القانون المدنية الديمقراطية التى تستوعب كافة الاطياف و الاتجاهات و تساوى فى الحقوق و الواجبات . ما حدث انه تم انتخاب محمد مرسى رئيسا للبلاد فى انتخابات ديمقراطية، لكن حكومته لم تكن تمثل كل المصريين و لم تحترم اراء جميع المصريين مما ادى الى ان الملايين ارادوا تغيير المسار و الدعوة الى انتخابات رئاسية مبكرة و هذا الذى ادى الى تدخل الجيش رغم ان تدخله فى الاساس مرفوض لحل الخلافات السياسية .. و كانت هناك فرصة بعد تدخل الجيش للمصالحة و مواصلة المسار الديمقراطى الا ان اطماع سياسية و اقتصادية حولت تدخل الجيش الى انقلاب كامل الاركان اتبعه عمليات اعتقال تعسفى على نطاق واسع ضد الرئيس المنتخب و انصاره اتبعها عمليات قتل فى الشوارع اودت بحياة مئات الاشخاص وجرح آلاف آخرين و هذا كان اخطر طريق تمر به مصر على مدار تاريخها الحديث.. ان اى مصرى وطنى رشيد يجب ان يتألم من الصورة التى وصلت اليها مصر فالعالم يشاهد بالالوان دم المصريين الاحمر الطاهر يتناثر فى كل مكان بينما الدم الفاسد الذى كان يجب القصاص منه لم يمس .. و لذلك فان شجرة الحرية المصرية التى من المفترض ان تروى بدم الطغاه تموت و شجرة القمع و الظلم تكبر كل يوم حيث ترويها دماء الابرياء . ان مستقبل مصر ليس حكرا على احد و يجب ان يشارك فى بناؤه من سيعيشه و هم شباب هذا البلد .. و هذا المستقبل اما ان ندخله بمزيد من الفشل و اما ان نصنع نجاحه .. و حتى نصنعه يجب ان يتوقف العنف ضد المدنيين و العسكريين و تسود جقوق الانسان و الكرامة على نزعات الانتقام و تعلق كل القوانين المسيسة و يعود حق التظاهر و التعبير عن الراى و ينتهى العبث بعقول البسطاء و مقايضتهم بالامن مقابل الحرية و التخلى عن اوهام القوة التى تفرض الحق .. و يفرج فورا عن المعتقلين و تقدم التعازى العلنية على ارواح كل من فقد ثم تبدا التحقيقات الفورية للوصول الى المتسبب فى اهدار مقدرات هذا البلد و ارواح ابناؤه ... ان العالم يتطلع الى مصر مهدالحضارة فى ان تقدم نموذج حضارى للانتقال السلمى للسلطة بالبدا فورا فى ازالة مسببات التوتر و الارهاب و الارهاب المضاد من اشخاص و سياسات و قوانين و ضخ كل امكانات الدولة فى دعم عملية الانتقال إلى حكومة مدنية منتخبة .. إن الشعب المصرى يستحق أفضل مما وصل اليه .. فتاريخ هذا الشعب هو مسرح كفاحه من اجل الحرية و لقد قدم التضحيات الكبيرة من اجل ان يضاعف نصيبه منها و ان يحرر نفسه من قيود الخوف و المرض و الجهل و الظلم و هذا الشعب العريق يحتاج الى حوت يونس لكى يبتلعه و يهضم كل المفسدين و المخربين و الخونة و ينزع اسباب الحقد و الكراهية ثم يلفظه على شاطىء الامان و هذا الحوت ما هو الا قادة مخلصين فى كل اتجاه راس مالهم القيم و المبادىء و صحيح الدين .
    • تعليقات بلوجر
    • تعليقات الفيس بوك

    0 comments:

    Post a Comment

    Item Reviewed: مصر- تصحيح مسار Rating: 5 Reviewed By: Unknown
    Scroll to Top